أفعال الحسنين ترد كيد العنصريين

حسن الزبير (يمين) و حسن العزاوي. نقلا عن صفحاتهم بالفيسبوك

انقشع ظلام الجريمة، وذهبت الغشاوة عن العيون، وظهر اسم حسن الزبير واسم حسن العزاوي، ليضعا الامور في نصابها، ويبينا للجميع ان حادثة الطعن البشعة، التي شهدتها مدينة توركو يوم الجمعة الماضي، لا علاقة لها بالعرب و لا بالاسلام ولا بأبناء الجالية.
حسن الزبير، سويدي الجنسية، يبلغ من العمر 45 عام. جاء الى فنلندا مع شريكة حياته بسيارة كرفان لقضاء الاجازة في فنلندا.
يوم الجمعة، وبالتحديد ساعة وقوع الجريمة، كان حسن يتمشى برفقة شريكة حياته في سوق توركو ، لقضاء سويعات هناك، ثم التوجه الى السفينة لتعود بهم من مدينة توركو الى مدينة استكهولم
سمع حسن الزبير اصوات صراخ، فنظر ليجد المتهم المغربي يطعن امرأة ملقاة على الارض. فهرع حسن الزبير، الذي لديه خلفية مسعف طبي، لنجدة المرأة بتضميد جراحها ومحاولة وقف نزيفها، وكان معه ثلة من المارة يسعفون المرأة المطعونة.
في هذه الاثناء لاحظ حسن أن المجرم يهاجم شريكته، فذهب لينجدها، ووقف بينهما حائلا بينها وبين سكين المجرم. وهرب المجرم وعاد حسن الى إكمال مشاركته في انقاذ المرأة المطروحة على الأرض، غير ان الطعنات التي تلقتها كانت قاتلة، فخرجت روحها بين ذراعي حسن الزبير.
حسن الزبير كان صباح اليوم الأحد في نفس مكان مسرح الجريمة، مشاركا في وقفة لتذكر ضحايا عملية الطعن، غير أن حسن جاء الى المكان على كرسي مقعدين، لقد جاء من المستشفى، الذي كان يرقد فيه منذ وقوع الحادثة، فقد طعن المجرم حسن الزبير عدة طعنات، يعتقد الاطباء ان احدها أثرت على العمود الفقري. ولا يستطيع حسن تحريك ذراعه الأيسر، ويجد صعوبة في تحريك رجله اليسرى.

حسن العزاوي.. اسم عربي آخر ورد اسمه في وسائل الاعلام. هو الآخر أُصيب بجراح سكين المجرم. وسبب اصابته هو محاولته وقف المجرم عن جريمته.
فقد كان السيد حسن العزاوي في طريقه لشراء زهور لمحله، فرأى ما يحدث فقفز من سيارته باتجاه المجرم، ولكنه تلقى عدة طعنات، احدها كانت في كتفه، على مقربة من العنق.
تم اسعاف العزاوي الى المستشفى، ضمن الجرحى الثمانية الذين طالهم العنف.

حسن وحسن لم يتقاعسا عن تلبية نداء النجدة، الذي سمعوه من أفواه الضحايا. وقد كان بمقدور الحسنين أن يكتفيا بإخراج هواتفهم وتصوير الضحايا ودمائهم النازفة.
الملاحظ ان الاعلام ركز على جنسية المتهم، وذكرت أصله وفصله، ولكنها لم تشر الى انتماء الحسنين الى نفس المنطقة، المتهم جميع سكانها بالارهاب.

نسب حسن الزبير الى السويد، وأُكتفي بذلك، ولم يهتم أحد بجذوره. ونسب حسن العزاوي الى فنلندا، وأيضا لم يهتم احد الى خلفيته.

إن ما قام به حسن الزبير و حسن العزاوي خفف الهجمة العنصرية الشرسة، التي حاولت ان تلصق فعلة الطعن الشنيعة: بكل من يحمل درجة سمار منفذها، وبكل من له اسم يوحي بانتمائه الى نفس ديانة المجرم.

اترك تعليقاً