شاهد يروي حادث الطعن بتوركو .. والاستياء يُطارد مغاربة فنلندا

في تداعيات جديدة حول حادث الطعن الإجرامي الذي اهتزت له مدينة توركو الفنلندية يوم الجمعة الماضي، بمقتل امرأتين فنلنديتين وإصابة ثمانية أشخاص آخرين، شككت الشرطة الفنلندية في صحة المعلومات التي راجت بقوة حول تورط مهاجر مغربي معتقل لديها في الحادث.
ووفقا لما نقله رئيس فريق التحقيق في الهجوم الذي ما زالت خيوطه متشابكة ولم يحسم في صلته بالعمليات الإرهابية التي ينفذها تنظيم “داعش” في عدد من الدول الأوروبية، فإن الشرطة “ليست متأكدة من صحة ما بحوزتها من معلومات بشأن الهوية الحقيقية للمشتبه به الرئيسي الذي اعتقلته السلطات لقتله شخصين طعنا الأسبوع الماضي”؛ وذلك بعدما سبق للسلطات الفنلندية أن أعلنت أن المتهم هو طالب لجوء مغربي.
المسؤول بمكتب التحقيقات الوطني، ماركوس لين، قال، في تصريح نقلته وكالة “رويترز”، إنه من المحتمل أن تكون هوية المتهم “غير صحيحة”، في وقت أعلنت فيه السلطات أن المشتبه به الرئيسي يدعى “عبد الرحمن مشكاح” ويبلغ من العمر 22 سنة، مغربي الجنسية، واعترف يوم الثلاثاء أمام المحكمة بارتكابه الهجوم، ليضيف المسؤول ذاته: “لدينا من الأسباب ما يثير شكوكنا في أنه قدم معلومات خاطئة للسلطات عندما قدم إلى البلاد”.
وبعد حادث الطعن، الأول من نوعه الذي يقع على الأراضي الفنلندية ويشبه عمليات الطعن التي نفذها منتمون لتنظيم “داعش” الإرهابي في مدن أوروبية قبل سنة، اعتقلت شرطة فنلندا ستة أشخاص وأصدرت مذكرة اعتقال دولية في حق سابع، بعدما قتل المتهم الرئيسي سيدتين وأصاب ثمانية أشخاص آخرين في الحادث الذي وقع في مدينة توركو الساحلية بجنوب غرب البلاد يوم الجمعة 18 غشت الجاري.
في سياق ذلك، نقل شاب يحمل الجنسية العراقية، ويدعى حسن العزاوي، وهو أحد ضحايا جريمة توركو، روايته للحادث إلى وسائل إعلام محلية بالمدينة الفنلندية، دون أن يتحدث عن هوية الجاني وما إن كانت مغربية أم غير ذلك، موردا أنه عشية الحادث توجه بسيارته الخاصة صوب ساحة توري وسط المدينة، وقال: “سمعت على بعد 20 مترا صراخا في الشارع ورأيت شخصا يهم بذبح سيدة بالسكين، قبل أن يفتح رقبتها ويفر هاربا بعد تدخل أحد المارة”.
وأضاف العزاوي: “بعد هروبه، عاد المجرم مرة أخرى وعمد هذه المرة إلى طعن الشخص الذي تدخل لمحاولة إنقاذ الضحية الأولى فأصابه بطعنة سكين”، قبل أن يهم شاهد العيان العراقي بالنزول من سيارته، وفق روايته، و”ركضت صوب المجرم الذي ضرب الضحية الثاني بأربع طعنات وهرب إثر ذلك لمسافة 40 مترا قبل أن يلتفت ويعود مرة أخرى متجها نحوي ويغرس السكين في أسفل رقبتي”، متابعا أن المجرم طعن سبعة أشخاص بعد ذلك وفر هاربا.
وبحسب شهادات استقتها هسبريس من أبناء الجالية في فنلندا، فإن استياء عارما يسود مغاربة المهجر في البلد الأوروبي، خاصة حين “بدأت بعض وسائل الإعلام المحلية تهاجم المغرب والمغاربة”، يقول يونس إيجيري، رئيس المنتدى المغربي بفنلندا لهسبريس، مضيفا أن “الجالية صدمت بالخبر حين تناهى إلى علمنا أن الشرطة الفنلندية كشفت أن الجاني مغربي”.
وفيما علمت هسبريس أن تحركات عدد من أبناء الجالية المغربية في فنلندا أصبحت محدودة في الشوارع وبعض المرافق الترفيهية، تحسبا لأي رد فعل انتقامي، أشار المتحدث إلى أن عددا من الصحف الفنلندية لم تنشر مواقف الجالية المغربية، مسجلا في الوقت ذاته تعرض عدد من المهاجرين الأجانب، بعد الحادث، إلى مضايقات “بلغت حد الهجوم ببندقية بمدينة كاوهافا، وآخر بالسكين بمدينة فانتا في حق أحد الأفراد من الجالية الصومالية”.

نقلا عن موقع هسبيريس المغربي

اترك تعليقاً